لما مات ربيعة بن الحارث سيد قبائل ربيعه بن نزار في أواخر القرن الخامس الميلادي خلفه كليب في السياده ، وكان لبيد بن عقبة عامل ملوك كنده قد تزوج الزهراء أخت كليب والمهلهل فطغى على ربيعة . وثقلت وطأته عليهم . وقد كانت قبائل نزار من ربيعه ومضر تدفع الإتاوه سنويا لملوك اليمن حيث كانوا ظاهرين على نزار ومعد . وقد أنكرت الزهراء عليه صنعه بربيعة فقال لها : مابال أخيك كليب ينتصر لمضر ويهدد الملوك كأنه يعز بغيرهم فقالت : ماعرف أعز من كليب وهو كفؤ لها ، فغضب لبيد ولطمها لطمه أعشت عينها ، فخرجت من عنده إلى أخيها كليب وهو تقول شعرا :
ماكنت أحسب والحوادث جمة
أنا عبيد الحي من قحطان
حتى أتتني من لبيد لطمة
فغشت لها من وقعها العينان
أن ترض اسرة تغلب ابنة وائل
تلك الدنية أو بنو شيبــــــــــان
لا يبرحوا الدهر الطويل أذلة
هدل الأعنة عند كل رهــــان
فلما سمع كليب قولها ، ورأى مابها من أثر اللطمة ثارت حميته فهجم على لبيد وقتله ، وقال شعرا :
إن يكن قتلنا الملوك خطأ ،،، أو صوابا فقد قتلنا لبيدا
وجعلنا من الملوك ملكوكا ،،، بجياد جرد تفل الحديدا
ذا شعار الحرب الذي يحلف الناس ،،، به قومكم ونذكي الوقودا
أو تردوا لنا الأتاوة والفئ ،،، ولا نجعل الحروب وعيدا
إن تلمني عجائز من نزا ر،،، فأراني فيما فعلت مجيدا
فأجابته ربيعة وقبائل مضر وإياد وطئ وقضاعة وعقد الألوية وتقدمهم برهطه الأراقم حتى غشى جيوش اليمن فوقعت بينهم عدة وقائع .
وكانت قبائل اليمن قد نزلت خزازي وعليهم عشرة من أقيال حمير ، فلما علم كليب ذلك ألقى النفير في جموعه وحثهم على الثبات ، ثم قدم على كل قبيلة قائدا ، فقدم الأحوص بن جعفر على مضر ومرة بن ذهل أبا جساس على ذهل وشيبان . وذهل بن حارثه على ربيعه وطرفه بن العبد على قيس وجعل على مقدمته سلمه بن خالد وهو السفاح التغلبي ، وأمره أن يعلو خزازي فيوقد النار ليهتدي الجيش بها .
وقال له إن غشيك العدو فأوقد نارين ، وكانت طلائع اليمن وبعض الأقيال قد سبقوهم إلى ماء الذنايب فسار إليهم كليب بمجموعة فقتلهم عن آخرهم ثم اتجه نحو خزازي فأوقد السفاح نارا فهجمت عليه قبائل مذحج وعليها سلمة بن الحارث فرفع السفاح نارا أخرى فأقبل كليب في جموع ربيعة فصبحهم والتقوا بخزازي واقتتلوا قتالا شديدا دام أياما فانهزمت جموع اليمن وانتصرت نزار نصرا مؤزرا ، وفي ذلك يقول كليب شعرا
:
لقد عرفت قحطا ن صبري ونجدتي ،،، غداة خزازي والحتوف دوان
غداة شفيت النفس من ذل حمير ،،، وأورثتها ذلا بصدق طعــــان
دلفت إليهم بالصفائح والقنـــــا ،،، على كل ليث من بني غطفان
ووائل قد جزت مقاديم يعرب ،،، فصدقها في صحوها الثقلان
لقد عرفت قحطا ن صبري ونجدتي ،،، غداة خزازي والحتوف دوان
غداة شفيت النفس من ذل حمير ،،، وأورثتها ذلا بصدق طعــــان
دلفت إليهم بالصفائح والقنـــــا ،،، على كل ليث من بني غطفان
ووائل قد جزت مقاديم يعرب ،،، فصدقها في صحوها الثقلان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق