تُعدّ قصة الزير سالم واحدة من أجمل وأروع القصص التي تناقلتها العرب عبر التاريخ. ولعلك تعلم أن العرب تناقلت كثيرًا من الأخبار والأيام، وخلدت أسماء الكثيرين من شعراء وحكماء وفرسان في ذاك الزمان. وكانت شخصية الزير سالم أحد هذه الشخصيات التي حيرت الأنام، وكثرت فيها المغالطات حتى صارت وكأنها شخصية من نسج الخيال والأوهام؛ فصاحبها بطل أسطوري لا يشق له غبار، وشاعر فحل حُفظت له الأشعار؛ فهو أول من قصد القصيد (أي جعله قصائد طويلة)، وأول من كذب بالشعر وأرقه.
حرك برثائه وبكائه الأعراف القبلية، ولعب على أوتار الجاهلية، فقتل قبيلة بأكملها، ومسحها عن بكرة أبيها. إنه بالمجون واللهو قد اتصف، نعم إنه الزير سالم الذي اختلف الباحثون في اسمه فقيل سالم وقيل عدي، فهو عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل.
ألقاب الزير سالم المختلفة
لقب الزير سالم بأكثر من لقب؛ فقد لقب بزير النساء أي جليسهن. كما لقب بالمهلهل وكنّي بأبي ليلي.
لقب بالمهلهل لأنه كان يلبس ثيابًا مهلهلة. كما يقال بأنه قد لقب مهلهلاً لأنه هلل الشعر: أي أرقَّه، وفي رواية أخرى: لقب بالمهلهل بسبب قوله: لما توغل في الكراع هجينهن … هلهلت أثأر مالك أو سنبلا.
كنّي بأبي ليلى وذلك لرؤيا رآها في صغره؛ فرأى نفسه ينجب فتاة اسمها ليلى يكون لها شأن عظيم فلما أنجب فتاة سماها ليلى وزوجها بكلثوم بن مالك وأنجبت منه عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلقة الشهيرة.
أحداث ما قبل قصة الزير سالم
عاش جنوب الجزيرة العربية، وكانت القبائل آنذاك متناحرة فيما بينها إلا قبيلتي بكر وتغلب؛ فقد عرفتا بالتفاهم والبسالة والشجاعة. وبدأت مجريات أحداث قصة الزير سالم عندما أغار ربيعة – أبو الزير سالم – على الملك الكندي وانتصر عليه في معركة سُميت السلاه.
فاستعان الملك الكندي بالتبع اليماني، فأرسل التبع اليماني جيشًا أسر ربيعة أبو الزير سالم ثم قتله شنقاً؛ فخافت القبائل من جبروت التبع وانصاعت لأمره وأعلنت له الطاعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق