الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

مكيدة الجليلة بنت مرة












maxresdefault



تقول الجليله يا محفوظ اتاني علم بحال أخوك 
وشاع العلم بكل القوم غناء الناس مع الصعلوك 
وصار الناس بقيل وقال وكل البدو عليك ضحوك 
أنت أمير كبير القوم وقيس وحمير قد هابوك 
فكيف يكون أخوك الزير وقومك من أهلة يجافوك 
كيف بقالك راس يقوم و الرعيان لقد عابوك 
فاقتل أخوك في سيفك وإلا قومك قد لااموك 
فكل العالم تحكي فيه يقول الزير بقى مهتوك 
فهذا الاخ ومثلة ألف في يوم الضيق فما عانوك 
أخاف يقولوا كل أهله مثله و العالم يشكوك 

x240-SqJ


فلما فرغت الجليلة من هذا الشعر ووقف كليب على حقيقة الامر التهب فؤادة واضطرب من شدة الغيظ و الغضب وأخذته الحمية وعصفة في راسة نخوة العرب وقد صمم النية على أن يقتل أخوة ويسقية كأس المنية فقالت الجليلة لا تقتلة يا أمير لان كلام الناس كثير فالاوفق أن تأخذة إلى وادي السباع وهو مكان منقطع عن الناس كثير النمور و الاسود فتقتله هناك وتعود فتفترسة الوحوش و الاسود وتتخلص من كلام العباد فقال هذا هو الصواب و الامر الذي لا يعاب ومن وقته ركب ظهر جوادة واعتدا بالاله حربة وجلادة واستدعى الزير اليه فما تمثل بين يديه قال له مرادي ان اذهب إلى الصيد و القنص وأزيل ما بقلبي من الغصص فسار أمامي فتماثل أمرة وصار ووجد في قطع البراري و القفار حتى وصل إلى الوادى المذكور وهو مكان مهجور ومازال وسائرين حتى صار في وسط ذلك المكان وإذا بجواد كليب قد شخر ونخر وضرب الارض وتأخر وإذا بسباع من بطن الوادي قد ظهر فلما رآه الاميركليب هجم عليه الجواد ورماه بالرمح 

hqdefault


فأخطاه فتبعه الاسد فانهزم كليب من امامه خوفا من العطب فلما راى الزيراخاه قد هرب فتقدم نحو
الاسد بقلب اقوى من الحجر وطعنه بخنجركان معه فقده نصفين فاخرج قلبه فاكله وصاح على اخيه ارجع يااخي ولاتخاف فرجع كليب وهو يتعجب من أفعال الزير فنزل عن ظهر الحصان وقلبه بين عينيه وصفا له قلبه وقال في سره من يكون له أخ مثل هذا ويفرط فيه وان عاش هذا الغلام يكون من عجائب الزمان ثم رجع واياه فلما راته الجليله قالت لماذا ماقتلته فأخبرها بواقعة الحال وكيف أنه قتل الاسد والذي يكون مثله لايستاهل القتل بل يجب له الاكرام ثم أشار يقول :


يقول كليب من صفوة ربيعه شديد الباس ذو عزم رجيح
كريم الاصل سلطان متوج وفي طريق الكرم ماني شحيح 
الا يابنت عمي يا جليله الا ياصاحبة الوجه المليح
نظرن اليوم من سالم فعالا يشيب لها الطفل الطريح 
لقاني السبع من خلفي وزمجر فصار الزير من خلفه يصيح 
فكر السبع نحو الزير هاجم فعاد الزير واقف مستريح 
ولما قد دنا منه وقارب فغار عليه كالسبع الجريح 
طعنه الزير بالخنجر فقده والقاه على الغبرا طريح 
فلما شفت هذا الفعل منه علمت بأنه فارس رجيح 
رجعت اليه من فرحي سريعا وصحت عليه في قول مليح 
مهلهل يا مهلهل يا مهلهل فأنت اليوم أولى بالمديح 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الزير انشد شعر من ضمائره

الزير انشد شعر من ضمائره........... العز بالسيف ليس العز بالمالي شيبون ارسل لانهار الحرب يطلبني.... يريد حربي وقتلي دون ابطالي نصحته عن قتال...

بحث هذه المدونة الإلكترونية