جساس يغضب ويغدر بكليب
وراحت الرعاة على جساس فأخبروه بالأمر، وولت الناقة ولها عجيج حتى بركت بفناء البسوس، فلما رأتها صاحت: واذلاه! فقال لها جساس: اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها، فأبت أن ترضى حتى صاروا لها إلى عشرا، فلما كان الليل أنشأت تقول بخطاب سعداً أخا جساس وترفع صوتها تسمع جساساً:
يا أبا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل | فإني في قوم عن الجار أموات |
ودونك أذوادي إليك فإنني | محاذرة أن يغدروا ببنياتي |
لعمرك لو أصبحت في دار منقذ | لما ضم سعد وهو جار لأبياتي |
ولكنني أصبحت في دار معشر متى | يعد فيها الذئب يعدو وعلى شاتي |
فلما سمعها جساس بن مرة قال لها: اسكتي لا تراعي إني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة، سأقتل غلالاً، وهو فحل إبل كليب لم ير في زمانه مثله، وإنما أراد جساس بمقالته كليباً.
ثم طعن ابنا وائل بعد ذلك، فمرت بكر على نهى أي غدير يقال له شبيث، فنفاه كليب عنه وقال: لا يذوقون منه قطرة، ثم مروا على نهى آخر يقال له الأحص فنفاهم عنه وقال: لا يذوقون منه قطرة، ثم مروا على بطن الجريب (واد عظيم) فمنعهم إياه، فمضوا حتى نزلوا الذنائب، واتبّعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليه، فمر عليه جساس ومعه ابن عمه عمرو بن الحارث بن ذهل، وهو واقف على غدير الذنائب، فقال له: طردت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم عطشا! فقال كليب: ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون، فقال له: هذا كفعلك بناقة خالتي، فقال له: أوقد ذكرتها أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة لا استحللت تلك الإبل بها أتراك مانعي أن أذب عن حماي، فعطف عليه جساس فرسه فطعنه برمح فأنفذ حضني (الحضن مادون الإبط إلى الكشح).
فلما تداءمه الموت قال: يا جساس، اسقني من الماء، فقال: ما عقلت استسقاءك الماء منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه، فالتفت إلى عمرو وقال له: يا عمرو، أغثني بشربة ماء، فنزل إليه وأجهز عليه.
فقالت العرب
المستجير بعمرو حين كربته | كالمستجير من الرمضاء بالنار |
وصيته
كتب وصيته على صخره بالقرب من مكان مقتله و الوصيه كانت (سالم لا تصالح ) و قصد أخاه سالم لثقته به .
أولاده
- الجرو بن كليب : حكم بعد ما أعطاه الحكم عمه المهلهل عدى بن ربيعة.
- اليمامة بنت كليب.
اليمامة بنت كليب هي اليمامة بنت كليب بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب التغلبي الوائلي بني جشم، من تغلب. حسب الكتب التاريخية والمؤرخون هي بنت كليب الكبرى وهي أحب بناته إليه وأمها هي: جليلة بنت مرة.وعمها الزير سالم أبو ليلى المهلهل عدى بن ربيعة
وقوفها في وجوه شيوخ العرب
وقوفها في وجوه شيوخ العرب
بعد مقتل كليب بن ربيعة على يد جساس بن مرة ، جاء شيوخ قبائل بني وائل بن قاسط وعلى رأسهم الحارث بن عباد ليصلحوا بين الحيين، وقالوا للزير: يا مهلهل ماذا تريد لتحقن الدماء بين الحيين؟ وقال الزير لاأخيه سلمة: أدخل اليمامة. فقالوا له: لم نسمع ردك فقال: اسألوا اليمامة. فقالوا لها: ماذا تريدين لتصلحي بين أخوالك وأعمامك، قالت: أريد أبي حيًا!! فتعجب القوم وتركوا مجلس الزير المهلهل.
كانت اليمامة بنت كليب من فارسات العرب٬ وقد وُصِفت بالشجاعة والجرأة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق