بقية القصة
ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﺭﺑﻴﻌﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺷﻌﺮﻩ ﻭﻧﻈﺎﻣﻪ ﺃﻋﺘﻨﻘﻪ ﺃﺧﻮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ
ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺛﻢ ﺑﺎﺷﺮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻋﻘﺪﻭﺍ ﻋﻘﺪ ﺍﻻﻣﻴﺮ
ﻫﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﺎﻉ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻓﺄﻭﻟﻤﻮﺍ ﺍﻭﻻﺋﻢ
ﻭﺫﺑﺤﻮﺍ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﺃﻃﻌﻤﻮﺍ ﻛﻞ ﺁﺕ ﻭﺭﺍﺋﺢ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺮﻭﺭ ﻭﺃﻓﺮﺍﺡ ﻭﺑﺴﻂ
ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﻭﺩﻕ ﻃﺒﻮﻝ ﻭﻟﻌﺐ ﺧﻴﻮﻝ ﻭﺷﺮﺏ ﻣﺪﺍﻡ ﻣﺪﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﺯﻓﻮﺍ
ﺿﺒﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﻫﻤﺎﻡ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻪ ﺣﻀﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﺮﺗﺐ ﻭﺩﺧﻞ
ﻫﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﺎﻉ ﻭﺣﻈﻲ ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ ﻭﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻣﻨﻪ ﻏﺎﻳﺔ ﺁﻣﺎﻟﻬﺎ ﻻﻧﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﻮﺩﻩ ﻣﻮﺩﻩ ﺃﻛﻴﺪﻩ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪﺍﻥ ﻭﻫﻤﺎ
ﺷﻴﺒﻮﻥ ﻭﺷﻴﺒﺎﻥ ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻥ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﺑﻨﻲ ﻗﻴﺲ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﺴﻴﻪ ﻭﻟﻨﺘﻜﻠﻢ ﺍﻻﻥ ﻋﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻪ ﻭﻣﺎﺟﺮﻯ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭﺍﻻﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻻﻫﻮﺍﻝ
ﻓﻲ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻﺗﻜﺎﻝ .
ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻠﻚ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺟﻨﺪ
ﻭﺃﻋﻮﺍﻥ ﻭﺃﺑﻄﺎﻝ ﻭﻓﺮﺳﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻳﻜﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﺒﻊ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﻭﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺛﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺑﻴﻌﻪ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻘﻴﺴﻴﻪ
ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻻﺱ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺱ ﻛﻮﻳﻞ ﺍﻟﻘﺎﻣﻪ ﻋﺮﻳﺾ ﺍﻟﻬﺎﻣﻪ ﻭﻻﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﻼﻝ
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﻻﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺡ ﻣﻨﻬﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﻪ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ
ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺑﺼﺒﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺗﺨﺎﻓﻪ ﻭﺗﺨﺸﺎﻩ ﻭﺗﺤﺴﺐ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻭﺗﺘﺮﺿﺎﻩ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺍﺝ
ﻭﺗﻌﻠﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺃﻟﻒ ﺃﻟﻒ ﻋﻨﺎﻥ
ﻭﻫﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﻛﺮﺍﺕ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺎﺭﺍﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﻋﺎﻗﻞ ﺧﺒﻴﺮ
ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻧﺒﻬﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﻣﺘﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻗﺮﺍﻥ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎﻳﻨﻬﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻓﺎﺗﻔﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻻﻋﻮﺍﻡ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺃﻥ ﺃﻟﺘﻘﻰ ﺗﺒﻊ ﻣﻊ ﻧﺒﻬﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ
ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻻﻋﻴﺎﻥ ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻠﻚ
ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻨﺪﻩ ﺭﺟﺎﻝ ﻛﺮﺟﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﻛﻌﺪﺩ ﺃﻣﻮﺍﻟﻲ ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻻﺭﺽ ﻭﻭﻗﻒ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻋﻄﻨﻲ ﺍﻻﻣﺎﻥ ﻳﺎﻣﻠﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻧﺎ ﺃﺣﺪﺛﻚ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﻣﻠﻮﻙ
ﺍﻻﻣﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﻟﻬﻤﻢ ﻭﻣﺎﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق