ففرح الزير بقدوم اخيه لانه كان له مدة طويلة غائبا عنه غير عالم بأن مجيئه لم يكن ناتج الا عن سبب ضروري جدا وبعد ان جلس قليلا قال كليب للزير أعلم ياأخي أن سبب مجيىء اليك اولا لاجل المشاهده وثانيا حتى آخذك الى القبيله وأقيمك ملكا مكاني لاني طعنت في السن ولم يعد لي طاقه على معاطاة الاحكام ولا سيما وقد تغيرت الاحوال ووقع بين القبيلتين النزاع والجدال فاشتعل مني القلب والبال فقم معي الان ياسيد الفرسان فقال الزير والله لقد اشتغل بالي بهذا المقال فانشد كليب يقول :
أخي سال أسمع ما أقول لك ففكرك ديره والذهن ليا
أراك اليوم في زهو ولهو ولاتدري بما قد حل فيا
بنو قيس قد وقعوا بخلف وجساس نوى يركب عليا
فقوم وشد عزمك يا مهلهل لأنك أنت جبار عتيا
والا راحت البلدان مني وصرنا معيرة عند البريه
( قال الراوي ) فلما فرغ كليب من شعره ضحك الزير حتى استلقى على ظهره فقال كليب وماهو ضحكك قال لقلة عقلك قال انا قليل العقل قال لو لم تكن قليل العقل ماكنت تكلمت بهذا الكلام بعد ان نظرت القصر وهو أمامك قال ومايكون هذا القصر قال هذا القصر قد بنيته من رؤس السباع الذين قتلتهم بثأر الحمار ومع كل ذلك أنت ملك عظيم وصاحب ولايات وأقاليم فكيف تقول انك خايف وفزعان وأخوك الزير فارس الفرسان فكن في أمان وإطمئنان من نوائب الزمان فان كنت بثأر الحمار الذي ليس له قدر ولامقدار قد بنيت قصرا من رؤس السباع الا أبني من رؤس الاعادي مدائن وضياع وقلاع وحصون فاذهب بالسلامه ولاترتاع ثم أجابه على شعره يقول :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل أنا لي في الحرب عزما قويا
سباع الغاب خافت من قتالي وتخشاني ولم تقدر علّي
فاذهب يا كليب ولا تبالي واحكم بالقبائل بالسويه
فأن جارت بنو بكر وخابت فلا أترك منهم يا أخي بقيه
*********
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق