ثم إن قبائل ربيعة أجمعت أمرها وأحكمت شأنها بقيادة ربيعة بن الحارث أبي كليب ، فهاجم زهير بن جناب وقبائل كلب ومذحج في موقعة ( السلان ) فهزموهم ومزقت القبائل اليمنية فاستقلت بعد ذلك معد زمنا تحت سيادة ربيعة بن الحارث والد كليب والمهلهل إلى أواخر القرن الخامس الميلاد .
وفي وقعة السلان يقول كليب :
أجبنا داعي مضر وسرنا إلى الأملاك بالقب العتاق
عليها كل أبيض من نزار يساقي الموت كرها من يساقي
أمامهم عقاب الموت تهوي هويّ الدار أسلمها العَراقي
فأردينا الملوك بكلب عضب وطار هزيمهم حذر اللحاق
كأنهم النعام غداة خافوا بذي السلان قارعة التلاقي
فكم ملك أذقناه المنايا وآخر قد جلبناه في الوثاق
إلا أنه في أواخر عهد ربيعة اشتدت شوكة زهير واسترد ما كان له من نفوذ على معد ، فضرب عليهم الجزية وأهانهم وأغلظ عليهم فسار إليه كليب في عهد أبيه على رأس جيش فهزمه بـ ( خزاز ) وفرق جمعه وكان زهير يومها قد أسن .
بعدها اختلفت قبائل معد على الملك فكل منهم أراد أن يكون الملك من قبيلته فلما أختلفوا اتفقوا على أن يملكوا عليهم ملك كندة الحارث بن عمرو آكل المرار ، جد الشاعر المعروف أمرؤالقيس .
فأجابهم إلى طلبهم وصار ملكا عليهم ثم وزع أبناءه الخمسة ملوكا عليهم :
فكان حجر ملكا على أسد وغطفان وكنانة .
وكان شرحبيل ملكا على بكر وحنظلة .
وكان معديكرب المعروف بغلفاء على تغلب والنمر وسعد بن زيد مناة بن تميم .
وكان سلمة ملكا على نصف قبائل قيس . وعبدالله ملكا على النصف الآخر .
وكان ابن عنق الحية عامل الخراج على تهامة ، ولبيد بن عنبسة الغساني عامل خراج على ربيعة ومضر في نجد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق