الجمعة، 25 يناير 2019

أحداث ما قبل قصة الزير سالم








تُعدّ قصة الزير سالم واحدة من أجمل وأروع القصص التي تناقلتها العرب عبر التاريخ. ولعلك تعلم أن العرب تناقلت كثيرًا من الأخبار والأيام، وخلدت أسماء الكثيرين من شعراء وحكماء وفرسان في ذاك الزمان. وكانت شخصية الزير سالم أحد هذه الشخصيات التي حيرت الأنام، وكثرت فيها المغالطات حتى صارت وكأنها شخصية من نسج الخيال والأوهام؛ فصاحبها بطل أسطوري لا يشق له غبار، وشاعر فحل حُفظت له الأشعار؛ فهو أول من قصد القصيد (أي جعله قصائد طويلة)، وأول من كذب بالشعر وأرقه.







أحداث ما قبل قصة الزير سالم

عاش جنوب الجزيرة العربية، وكانت القبائل آنذاك متناحرة فيما بينها إلا قبيلتي بكر وتغلب؛ فقد عرفتا بالتفاهم والبسالة والشجاعة. وبدأت مجريات أحداث قصة الزير سالم عندما أغار ربيعة – أبو الزير سالم – على الملك الكندي وانتصر عليه في معركة سُميت السلاه.


فاستعان الملك الكندي بالتبع اليماني، فأرسل التبع اليماني جيشًا أسر ربيعة أبو الزير سالم ثم قتله شنقاً؛ فخافت القبائل من جبروت التبع وانصاعت لأمره وأعلنت له الطاعة.




بداية قصة الزير سالم

وبذلك عادت الجزيرة العربية لسيطرته وطُويت صفحة ربيعة؛ ذلك الملك الحاكم، لتفتح صفحة الأخذ بالثأر عند ولديه كليب والزير سالم إلا أنهما كانا صغيرين في ذاك الوقت.
وتتالت الأيام وكليب يزداد قوة وشجاعة وبسالة حتى صار فارسًا لا يشق له غبار، أما الزير سالم فكان فتى ضخم الجثة فارسًا مغوارًا، شجاعًا كرارًا، غير أنه ميال للهو والنساء والخمرة، إلا في أوقات العسرة.






حيلة استرداد الجليلة بنت مرة من التبع اليماني

فكان له دور في الأخذ بثأر والده واسترداد الجليلة – ابنة عم الزير سالم – من التبع اليماني؛ فقد وصل إليه ما تتمتع به هذه الفتاة من الجمال والكمال، وحسن الخصال، والفصاحة والبلاغة، وسرعة البديهة. فأرسل وزيره نبهان برسالة إلى أبيها مرة جاء فيها خطبة مبطنة بالتهديد والوعيد فإما يزوجه بابنته، وإما يعلن الحرب على قبيلته.

فلم يكن من الشيخ الجليل “مرة” إلا حقن الدماء، ودفع البلاء، والموافقة على هذا العرض بوجه وضاء، مخفيًا في سريرته حزنًا عميقًا ومقرًا بذل يلحق به أبد الدهر، كيف لا وقد أعطى كلمته لابن أخيه. ولم يكن منه إلا أن استدعى كليبًا وأخبره بما جرى، وأنه تمنى أن يموت ويدفن تحت الثرى، ولا يكون في هذا الهوان، وينصاع لأمر هذا الطاغية الجبان.
فقصد كليبًا عرافًا ليرى ما هو بالأمر فاعل، فقال له العراف: ألاّ سبيل إلا بالحيلة بأن يجهزوا صناديق الجهاز، ويضعوا فيها الفرسان الأفذاذ، ويشدوا الرحال إلى التبع اليماني، ويتنكر كليب ويجعل من نفسه قشمر، وهذا ما حصل.
ولما دخل كليب عرّف التبع بنفسه وأخرج سيفه من غمده، وطعن التبع في صدره، وعاد بالجليلة إلى ديارهم، وتزوج بها وأصبح ملكًا يهاب في مضاربهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الزير انشد شعر من ضمائره

الزير انشد شعر من ضمائره........... العز بالسيف ليس العز بالمالي شيبون ارسل لانهار الحرب يطلبني.... يريد حربي وقتلي دون ابطالي نصحته عن قتال...

بحث هذه المدونة الإلكترونية