الخميس، 4 يوليو 2019

ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﺍﻕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ ﻫﺰﺍﺋﻢ




 ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺭﻋﺒﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ:

"ﺇﻧﻲ ﻷﺳﺘﺤﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﻲ ﻣﺒﺘﺴﻤًﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣُﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺞ"؟




ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋَﻠّﻢ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻝ.

قال ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: "ﻭﺃﻣﺎ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳُﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻓﺮﺱ ﺃﺷﺠﻊ ﻭﻻ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ"

ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻴﺴﺎﺑﻮﺭﻱ: ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻻ ﺗﺨﺎﻃﺮ ﺑﻨﻔﺴﻚ؛ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻮ ﻗُﺘﻠﺖ ﻗُﺘﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ ﻭﺃُﺧﺬﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻓﺴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺍﺳﻜﺖ ﻳﺎ ﻗﻄﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ.. ﻓﺈﻥ ﻗﻮﻟﻚ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺃﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﻮﺩ؟

ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﺒﻠي ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ؟ ﻓﺒﻜﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ-.




إنه ﺍﻟﺒﻄﻞ ﻧﻮﺭ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺯﻧﻜﻲ.

ﺭﺑﺎﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﻭﺯﺭﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﻋﻠّﻤﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣُﺤﺒًﺎ ﻟﻠﺴُّﻨّﺔ ﻋﺎﻣﻠًًﺎ ﺑﻬﺎ.. ﻭﻛﺎﻥ ﺯﺍﻫﺪًﺍ ﻋﺎﺑﺪًﺍ ﻻ ﻳُﺤﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﺮﻑ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ، ﻭﺍﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ؛ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻌﻠﻮﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺤﺮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ.




ﻭﺍﻣﺘدّ سلطانه -رحمه الله- ليشمل بلاد الشام ومصر وأجزاء من الجزيرة والأناضول.

ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻣُﻠﻜﻪ ﻭﻋﻈﻤﺔ ﺳُﻠﻄﺎﻧﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺳّﻞ ﺇﻟﻰ الله ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ؛ ﻓﻔﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍلليالي ﺧﺮﺝ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎﺀ ﻣﻬﺠﻮﺭ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪّ ﺑﺠﻴﺸﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺟﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﺩﻣﻴﺎﻁ، ﻓﺮﻓﻊ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﺳﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻄّﺦ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭﻳﻘﻮﻝ:

"ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻧﺼﺮﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺪﻳﻨﻚ ﻧﺼﺮﺕ، ﻓﻼ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻨﺼﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩًﺍ، ﻣَﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳُﻨﺼﺮ؟"

ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺦ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃَﻋْﻠِﻢْ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺞ ﻗﺪ ﺭﺣﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺩﻣﻴﺎﻁ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ.

ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻨﻲ، ﻓﺄﺫﻛﺮ ﻟﻲ ﻋﻼﻣﺔ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ.

ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﻞ ﻟﻪ ﺑﻌﻼﻣﺔ ﻣﺎ ﺳﺠﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻞ ﺣﺎﺭﻡ، ﻭﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻧﺼﺮ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﻻ ﺗﻨﺼﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩًﺍ، ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺣﺘﻰ ﻳُﻨﺼﺮ؟"

ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻬﺖُّ ﻭﻧﺰﻟﺖُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳُﺼﻠﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻡ ﻭﺫﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺫﻛﺮ ﻟﻔﻈ ﺍﻟﻜﻠﺐ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ: اﺫﻛﺮ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﻓﺄﻟﺢّ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻟﻬﺎ،

ﻓﺒﻜﻰ ـﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪـ ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ، ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ.




المصادر:
التاريخ الإسلامي
الكامل في التاريخ لابن الأثير.

وفيات الأعيان لابن خلكان.

نور الدين محمود سيرة مؤمن صادق لحسين مؤنس.

جهاد المسلمين في الحروب الصليبية لفايد حماد عاشور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الزير انشد شعر من ضمائره

الزير انشد شعر من ضمائره........... العز بالسيف ليس العز بالمالي شيبون ارسل لانهار الحرب يطلبني.... يريد حربي وقتلي دون ابطالي نصحته عن قتال...

بحث هذه المدونة الإلكترونية