وكان في أيامه الأخيرة يعاني من وعكة صحية لكن لم يهتم لها وخرج للجهاد وقد كان يرى في غمرات الجهاد شفاءاً لأمراضه لكن ما ان وصل اسكودار حتى اشتد به الوجع فاستدعى أطباؤه وفشل الأطباء في إيقاف مفعول السم الذي بدأ يسري في جسده فمات رحمه الله بين جنوده وهو مستعد للجهاد.
فلقد دبرت دولة البندقية 14 محاولة إغتيال للسلطان محمد الفاتح وقد بائت جميعها بالفشل، لكن نجحت المحاولة 15 عن طريق الطبيب اليهودي الذي ادعى الإسلام وتسمى باسم يعقوب باشا بعد أن دس للسلطان السم بصورة تدريجية؛ وقد مزق الجنود الأتراك هذا اليهودي البندقي انتقاماً لسلطانهم ولم يتسنى له قبض المكافئة الضخمة التي أعدت له وهي تساوي بالسعر الرائج حالياً 17 مليون دولار، وكانت الرسالة التي جلبها حامل البريد السياسي لسفارة البندقية في إسطنبول
”La Grand Aquila é Morta = مات النسر الكبير“
ولم يكن أحد يعلم بوجهته فهل تكون رودس معقل فرسان المعبد منذ زمن صلاح الدين؟ أم أنه نوى الإلتحاق بجيشه المظفر في جنوب إيطاليا لاستكمال فتحها والقضاء على منبع الشر في الفاتيكان؟ لا أحد يعلم فقد طوى الموت ذلك السر إلى الأبد.
وما ان شاع موته حتى اهتز العالم النصراني فرحاً لموته فنصارى رودس أقاموا صلوات الشكر لنجاتهم من ذلك العدو المخيف، وأمر البابا في روما بفتح الكنائس وإقامة الصلوات وسارت العامة محتفلين في الشوارع تحفهم طلقات المدافع ابتهاجاً بموت عدو النصرانية الأول.
وعلى النقيض من ذلك في العالم الإسلامي أصاب المسلمون هم وغم، وحزن الجيش المرابط في إيطاليا وانهارت عزيمته وعزموا على توقيع عهد مع النصارى على أن ينسحبوا في أمان لكن غدر النصارى بهم واعتقلوا جزءاً من جيش المسلمين.
رضي الله عن محمد الفاتح وأسكنه الفردوس الأعلى.
المصدر:
التاريخ الاسلامى
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط لعلي الصلابي 157&158.
الدولة العثمانية ليلماز أوزتونا الجزء الأول 177.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق