هو عدي بن ربيعة أخو كليب الذي أدى مقتله الى حرب بكر وتغلب المعروفة بحرب البسوس وسمي مهلهلاً لأنه هلهل الشعر أي أرقّه وهو من الشعراء الكذبة (لبيت قاله وهو : ولولا الريح أسمع أهل حجرٍ*صليل البيض تقرع بالذكور ) وأحد البغاة ( لبيت قاله) ويقال أنه أول من قال الشعر ، يقول الفرزدق :ومهلهل الشعراء ذاك الأولُ ، وهو القائم بالحرب ورئيس تغلب أسر في آخر أيامهم ففك أسره وقصته معروفه وأسر مرة أخرى فمات في أسره . وهو خال امرئ القيس الشاعر وابنته ليلى أم عمرو بن كلثوم الشاعر أي هو جد عمرو بن كلثوم .
هذا ما أورده أبن قتيبة في” الشعر والشعراء”. غير أنه هناك الكثير من الكتب تتناول قصته المسماة بــ(الزير سالم أبو ليلى).
ومن اهم قصائده تلك التي يرثي اخاه كليباً : أهـاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟
أَهَاجَ قَذَاءَ عَيْنِي الإِذِّكَارُ | هُدُوّاً فَالدُّمُوعُ لَهَا انْحِدَارُ |
وَصَارَ اللَّيْلُ مُشْتَمِلاً عَلَيْنَا | كأنَّ الليلَ ليسَ لهُ نهارُ |
وَبِتُّ أُرَاقِبُ الْجَوْزَاءَ حَتَّى | تقاربَ منْ أوائلها انحدارُ |
أُصَرِّفُ مُقْلَتِي فِي إِثْرِ قَوْمٍ | تَبَايَنَتِ الْبِلاَدُ بِهِمْ فَغَارُوا |
وَ أبكي وَ النجومُ مطلعاتٌ | كأنْ لمْ تحوها عني البحارُ |
عَلَى مَنْ لَوْ نُعيت وَكَانَ حَيّاً | لَقَادَ الخَيْلَ يَحْجُبُهَا الغُبَارُ |
دَعَوْتُكَ يَا كُلَيْبُ فَلَمْ تُجِبْنِي | وَ كيفَ يجيبني البلدُ القفارُ |
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمٌّ | ضنيناتُ النفوسِ لها مزارُ |
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ | لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ |
سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً | وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ |
أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا | كَأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ |
وَ إنكَ كنتَ تحلمُ عنْ رجالٍ | وَ تعفو عنهمُ وَ لكَ اقتدارُ |
وَ تمنعُ أنْ يمسهمُ لسانٌ | مخافة َ منْ يجيرُ وَ لاَ يجارُ |
وَكُنْتُ أَعُدُّ قُرْبِي مِنْكَ رِبْحاً | إِذَا مَا عَدَّتِ الرِّبْحَ التِّجَارُ |
فلاَ تبعدْ فكلٌّ سوفَ يلقى | شَعُوباً يَسْتَدِيرُ بِهَا الْمَدَارُ |
يَعِيشُ المَرْءُ عِنْدَ بَنِي أَبِيهِ | وَ يوشكُ أنْ يصيرَ بحيثُ صاروا |
أرى طولَ الحياة ِ وّ قدْ تولى | كَمَا قَدْ يُسْلَبُ الشَّيْءُ المُعَارُ |
كَأَنِّي إذْ نَعَى النَّاعِي كُلَيْباً | تطايرَ بينَ جنبيَّ الشرارُ |
فدرتُ وّ قدْ عشيَ بصري عليهِ | كما دارتْ بشاربها العقارُ |
سألتُ الحيَّ أينَ دفنتموهُ | فَقَالُوا لِي بِسَفْحِ الْحَيِّ دَارُ |
فسرتُ إليهِ منْ بلدي حثيثاً | وَطَارَ النَّوْمُ وَامْتَنَعَ القَرَارُ |
وَحَادَتْ نَاقَتِي عَنْ ظِلِّ قَبْرٍ | ثَوَى فِيهِ المَكَارِمُ وَالْفَخَارُ |
لدى أوطانِ أروعَ لمْ يشنهُ | وَلَمْ يَحْدُثْ لَهُ فِي النَّاسِ عَارُ |
أَتَغْدُوا يَا كُلَيْبُ مَعِي إِذَا مَا | جبانُ القومِ أنجاهُ الفرارُ |
أتغدُوا يا كليب معي إذا ما | خلوق القوم يشحذُها الشفار |
أقولُ لتغلبٍ وَ العزُّ فيها | أثيروها لذلكمُ انتصارُ |
تتابعَ إخوتي وَ مضوا لأمرٍ | عليهِ تتابعَ القومُ الحسارُ |
خذِ العهدَ الأكيدَ عليَّ عمري | بتركي كلَّ ما حوتِ الديارُ |
وَهَجْرِي الْغَانِيَاتِ وَشُرْبَ كَأْسٍ | وَلُبْسِي جُبَّة ً لاَتُسْتَعَارُ |
وَ لستُ بخالعٍ درعي وَ سيفي | إلى أنْ يخلعَ الليلَ النهارُ |
وإلاَّ أَنْ تَبِيدَ سَرَاة ُ بَكْرٍ |
فَلاَ يَبْقَى لَهَا أَبَداً أَثَارُ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق