ﻓﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻧﻈﺎﻣﻪ ﺻﺮﺧﺖ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﻭﺃﻛﺎﺑﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺍﻻﺟﻨﺎﺩ ﻭﺩﻋﻮﺍ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻭﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒﺸﺮﻭﺍ ﻓﻲ
ﻏﺰﻭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻳﻘﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺍﻻﺟﻨﺎﺩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﻣﻊ ﺍﻻﻣﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ
ﺍﻻﻭﻃﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺳﻠﻢ ﺯﻣﺎﻡ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺼﺤﺼﺎﺡ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﻓﺎﺭﺱ ﺷﻬﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻴﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻭﺻﺎﻩ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻳﺮﺳﻠﻪ ﺍﻟﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻛﺒﻴﺮ
ﻭﺃﻗﻠﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻭﻗﺼﺪﻭﺍ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺠﺒﺶ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻲ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻲ ﻭﻧﺰﻟﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺒﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺭﺏ ﻭﻧﺼﺒﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺒﻊ ﻭﺯﻳﺮﺍ ﺍﺳﻤﻪ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﻪ ﺑﺄﻟﻒ
ﻓﺎﺭﺱ ﻣﻨﺘﺨﺒﻪ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﺍﻟﺮﻋﻴﻨﻲ ﺑﻘﺪﻭﻣﻪ ﺍﻟﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﻣﻠﻚ ﻫﺎﺗﻴﻚ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﺧﺮ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ
ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ
ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﻋﻴﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺍﻻﺑﻄﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻝ ﺍﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻮﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ
ﻭﺍﻻﻋﻴﺎﻥ ﻓﺪﺧﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ
ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻓﺄﻋﻠﻤﻪ ﺑﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺎﺻﺪ ﻏﺰﻭ ﺑﻨﻲ ﻗﻴﺲ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻻﻃﻼﻝ
ﺛﻢ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻣﻠﻮﻙ
ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻥ ﻳﺘﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻥ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻗﺴﻤﻴﻦ
ﻭﻳﺘﻔﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ﻓﺨﻤﺴﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﺔ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺃﻭﺻﺎﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳﻤﻠﻜﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ
ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﺍ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ
ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﻗﺖ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﺍﻟﺰﻣﻮﺭ ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻭﻟﻤﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺗﺮﺗﺒﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻭﺳﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻛﺐ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﺭﻱ
ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺳﺐ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺍﻟﻲ ﻣﺪﻳﻨﻪ ﺍﻭ ﺑﻠﺪ ﺍﻣﺘﻠﻜﻮﻫﺎ ﺑﺤﺪ ﺍﻟﺴﻴﻒ
ﺍﻟﻤﻬﻨﺪ ﺣﺘﻰ ﻣﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺗﺒﻊ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﺄﺣﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻛﺐ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺎﺋﺐ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺭﺑﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﺪﻋﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻼﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻭﺍﺧﻮﻩ ﻣﺮﺓ
ﻓﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻻﻧﻌﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻓﺄﺭﺳﻞ
ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺒﻊ ﺍﻟﻲ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ
ﻻﻣﺮﻩ ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﻪ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق