( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ) ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻧﻈﺎﻣﻪ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﺎ
ﺣﻮﻯ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻛﻼﻣﻪ ﻧﺪﻡ ﻭﺗﻜﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻ
ﺍﻻﻣﺘﺜﺎﻝ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﺍﻻﺑﻄﺎﻝ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ
ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻬﻮﺭ ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺪﻕ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻭﺑﺎﻗﻲ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺒﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻮﺝ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻄﺒﻮﻝ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻗﻪ
ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻔﺤﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻪ ﻣﻠﻮﻙ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺛﻼﺙ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺫﺍ ﻏﺰﺍ ﻗﺒﻴﻠﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﻣﻌﻪ ﻭﺃﻳﻦ ﻣﺎﺫﻫﺐ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻞ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻰ ﻣﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﺗﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻣﻴﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺳﻴﺪ
ﺑﻨﻲ ﻫﻼﻝ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻻﺣﺴﺎﻥ ﻭﺍﻻﻓﻀﺎﻝ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻗﺖ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻞ
ﻭﺳﻤﻌﺖ
ﺻﻮﺗﻪ ﻗﻮﺍﺩ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺍﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻓﺴﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺗﻤﺜﻠﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪ ﻳﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﺩ ﻕ ﺍﻟﻄﺒﻞ ﺍﻟﺮ ﺟﻮﻉ ﻓﺤﺪ ﺛﻬﻢ ﺑﺬ ﻟﻚ
ﺍﻷ ﻳﺮ ﺍﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻸ ﺩ ﻟﻠﻐﺰﻭ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫ ﻟﻚ ﻓﺮ ﻕ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺁﻻﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻬﺰﺓ
ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﻭﺗﺠﻤﻌﺖ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﻢ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻛﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﻣﻠﻚ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻒ ﺑﻄﻞ ﻣﻐﻮﺍﺭ ﻭﺣﻀﺮﻭ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ
ﺗﺒﻊ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺒﻠﻮﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﻧﺤﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ
ﻭﻻﻧﺒﺤﻞ ﺑﺎﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺸﻜﺮﻫﻢ ﻭﺧﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺨﻠﻊ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﻭﺍﻟﺘﺤﻒ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ
ﻭﻭﻋﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺰﻳﻞ ﻭﺑﻜﻞ ﺧﻴﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﻏﺰﻭﺓ ﺑﻨﻲ ﻗﻴﺲ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ
ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﺍﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﻳﺮﻯ ﺳﻼﺣﻬﺎ ﻭﺍﺛﻘﻠﻬﺎ ﻓﻤﺘﺜﻞ
ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﻭﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﺎﻧﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ
ﻭﺍﻟﺠﺤﺎﻓﻞ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺃﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺄﻧﺸﺪ
ﻭﻗﺎﻝ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻴﻤﺎﻧﻲ ﺻﻔﺎ ﻋﻴﺸﻲ ﻭﻗﺪ ﻃﺎﺏ ﻓﺆﺍﺩﻱ
ﺃﺗﺘﻨﻲ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻛﺎﻷﺳﺪ ﺗﺴﺮﻱ ﺃﻟﻮﻑ ﺭﺍﻛﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﺎﺩ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻞ ﺩﺭﻉ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻟﻪ ﺯﺭﺩ ﻛﻤﺎ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺩ
ﻭﺑﻬﻢ ﻛﻞ ﺟﺒﺎﺭ ﻋﻨﻴﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺍﺩ
ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﻢ ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻧﺸﺮﺍﺣﻲ ﻭﺯﺍﻝ ﺍﻟﻬﻢ ﻋﻨﻲ ﺑﺎﺑﺘﻌﺎﺩﻱ
ﺃﺳﻴﺮ ﺑﻬﻢ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﺒﺮ ﺣﺎﻻ ﻭﺃﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻨﺎﺩﻱ
ﻭﺃﺭﺟﻊ ﻏﺎﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﻴﺐ ﻋﻴﺶ ﻭﻻﻳﺒﻘﻰ ﻟﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺩﻱ
ﺃﻻ ﻳﺎ ﻋﺴﻜﺮ ﻗﺮﻭﺍ ﻭﻃﻴﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺩﻱ
ﻭﻣﻨﻲ ﺃﺑﺸﺮﻭﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻄﻠﺒﻮﻩ ﺑﺎﺯﺩﻳــــﺎﺩ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق