الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى

ابو ليلى
وهي كنيته وذلك لأنه لم يكن له أولاد ذكور بل فتلقب بأكبر بناته وهي ابنته ليلى وله ابنة أخرى يقال لها عبيدة، وقد زوج ليلى لكلثوم بن مالك التغلبي فولدت له عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة الشهيرة وزوج عبيدة لمعاوية بن عمرو بن معاوية الجنبي المذحجي فأنجبت له بني عبيدة  وقد اختلف الرواة في أسماء بناته مع اتفاقهم على أنه لم يكن له من الذرية إلا ابنتان فقالوا ليلى وعبيدة وقالوا هند وعبيدة وقالوا سلمى وسليمى.





كانت أشعار المهلهل هي وسيلة من وسائل الإثارة على الأخذ بالثأر، فقد كان يقيم لأخيه مناحة دائمة في شعره حتى تبقى الفجيعة به حية نابضة يشعر بها أفراد قبيلته كما يشعر بها هو نفسه. ومعظم القصائد التي رثا بها أخاه يصف فيها دموعه وعيونه المتقرحة ويكرر نداءه لأخيه ويذكر مآثره وكرمه وشجاعته، ومن أبرز أبيات شعره ما يلي:

خليلي لما الكل للدهر مني عواذلألأنني كنت أنا لو كان ثمة كامل
نعى النعاة كليبًا لي فقلت لهممادت ما الأرض أم مادت رواسبها
كليب لا خير في الدنيا ومن فيهاإن أنت خليتها في من يخليها
وقال أيضاً:

إِنَّ في الصَدرِ مِن كُلَيبِ شُجوناًهاجِساتٍ نَكَأنَ مِنهُ الجِراحا
أَنكَرَتني حَليلَتي إِذ رَأَتنيكاسِفَ اللَونِ لا أُطيقُ المُزاحا
وَلَقَد كُنتُ إِذ أُرَجِّلُ رَأسيما أُبالي الإِفسادَ وَالإِصلاحا
بِئسَ مَن عاشَ في الحَياةِ شَقِيّاًكاسِفَ اللَونِ هائِماً مُلتاحا
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباًوَاِعلَما أَنَّهُ مُلاقٍ كِفاحا
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباًثُمَّ قولا لَهُ نَعِمتَ صَباحا
يا خَليلَيَّ نادِنا لي كُلَيباًقَبلَ أَن تُبصِرَ العُيونَ الصَباحا
لَم نَرَ الناسَ مِثلَنا يَومَ سِرنانَسلُبُ المُلكَ غُدوَةً وَرَواحا
وَضَرَبنا بِمُرهَفاتٍ عِتاقٍتَترُكُ الهُدمَ فَوقَهُنَّ صُياحا
تَرَكَ الدارَ ضَيفُنا وَتَوَلّىعَذَرَ اللَهَ ضَيفَنا يَومَ راحا
ذَهَبَ الدَهرُ بِالسَماحَةِ مِنّايا أَذى الدَهرِ كَيفَ تَرضى الجِماحا
وَيحَ أُمّي وَوَيحَها لِقَتيلٍمِن بَني تَغلِبٍ وَوَيحاً وَواحا
يا قَتيلاً نَماهُ فَرعُ كَريمٌفَقدُهُ قَد أَشابَ مِنّي المِساحا
كَيفَ أَسلوا عَنِ البُكاءِ وَقَوميقَد تَفانَوا فَكَيفَ أَرجو الفَلاحا
و له أيضاً:



كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى


كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تُرَىبالأمسِ خارجة ً عنِ الأوطانِ
فَخَرَجْنَ حِينَ ثَوَى كُلَيْبٌ حُسَّراًمستيقناتٍ بعدهُ بهوانِ
فَتَرَى الْكَوَاعِبَ كَالظِّبَاءِ عَوَاطِلاًإذْ حانَ مصرعهُ منَ الأكفانِ
يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِراًمِنْ بَعْدِهِ وَيَعِدْنَ بِالأَزْمَانِ
مُتَسَلِّبَاتٍ نُكْدَهُنَّ وَقَدْ وَرَىأجوافهنَّ بحرقة ٍ وَ رواني
وَ يقلنَ منْ للمستضيقِ إذا دعاأمْ منْ لخضبِ عوالي المرانِ
أمْ لا تسارٍ بالجزورِ إذا غداريحٌ يقطعُ معقدَ الأشطانِ
أمْ منْ لاسباقِ الدياتِ وَ جمعهاوَلِفَادِحَاتِ نَوَائِبِ الْحِدْثَانِ
كَانَ الذَّخِيرَة َ لِلزَّمَانِ فَقَد أَتَىفقدانهُ وَ أخلَّ ركنَ مكاني
يَا لَهْفَ نَفْسِي مِنْ زَمَانٍ فَاجِعِأَلْقَى عَلَيَّ بِكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
بمصيبة ٍ لا تستقالُ جليلة ٍغَلَبَتْ عَزَاءَ الْقَوْمِ وللشُّبان
هَدَّتْ حُصُوناً كُنَّ قَبْلُ مَلاَوِذاًلِذَوِي الْكُهُولِ مَعاً وَالنِّسَوَانِ
أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِمتهدمَ الأركانِ وَ البنيانِ
فَابْكِينَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَانْدُبْنَهُشدتْ عليهِ قباطيَ الأكفانِ
وَ ابكينَ للأيتامِ لما أقحطواوَ ابكينَ عندَ تخاذلِ الجيرانِ
وَ ابكينَ مصرعَ جيدهِ متزملاًبِدِمَائِهِ فَلَذَاكَ مَا أَبْكَانِي
فَلأَتْرُكَنَّ بِهِ قَبَائِلَ تَغْلِبٍقتلى بكلَّ قرارة ٍ وَ مكانِ
قتلى تعاورها النسورُ أكفهاينهشنها وَ حواجلُ الغربانِ

ومن أبياته المشهورة:

يقول الزير أبو ليلى المهلهلوقلب الزير قاسي مايلينا
وإن لان الحديد ما لان قلبيوقلبي من الحديد القاسيينا
تريد أميه أن أصالحوما تدري بما فعلوه فينا
فسبع سنين قد مرت عليأبيت الليل مغموما حزينا
أبيت الليل أنعي كليباأقول لعله يأتي إلينا
أتتني بناته تبكي وتنعيتقول اليوم صرنا حائرينا
فقد غابت عيون أخيك عناوخلانا يتامى قاصرينا
وأنت اليوم يا عمي مكانهوليس لنا بغيرك من معينا
سللت السيف في وجه اليمامةوقلت لها أمام الحاضرين
وقلت لها ما تقوليأنا عمك حماة الخائفينا
كمثل السبع في صدمات قومأقلبهم شمالا مع يمينا
فدوسي يايمامة فوق رأسيعلى شاشي إذا كنا نسينا
فإن دارت رحانا مع رحاهمطحناهم وكنا الطاحنينا
أقاتلهم على ظهر مهرأبو حجلان مطلق اليدينا
فشدي يايمامة المهر شديوأكسي ظهره السرج المتينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الزير انشد شعر من ضمائره

الزير انشد شعر من ضمائره........... العز بالسيف ليس العز بالمالي شيبون ارسل لانهار الحرب يطلبني.... يريد حربي وقتلي دون ابطالي نصحته عن قتال...

بحث هذه المدونة الإلكترونية