معركة ذات السلاسل، عندما أمر هرمز رجاله بربط أنفسهم بالسلاسل حتى لا يفر أحد من المعركة ضد المسلمين!
كان المثنى بن الحارثة يغير على أطراف العراق، ثم قدم إلى المدينة يطلب من أبي بكر -رضى الله عنه- أن يستعمله على من أسلم من قومه ليقاتل بهم الفرس، فكتب له أبو بكر في ذلك عهدًا، وكان جيش المثني 8 آلاف مجاهد فى سبيل الله، فرأي أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- أن يرسل للمثني إمدادات، فأرسل له 10 آلاف مجاهد فى سبيل الله يقودهم سيف الله المسلول خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وكتب أبو بكر إلى المثنى يأمره بطاعة خالد بن الوليد، وذهب سيف الله المسلول إلى العراق وانضم له المثنى، ورغم أن المثنى سيد قومة إلا أنه قبل أمر أبا بكر الصديق بكل صدر رحب وانضم تحت لواء سيف الله المسلول.
أرسل سيف الله المسلول إلى هرمز -وهو مازال فى طريقة إلى العراق- رسالة يُخيّره بين الإسلام أو الجزية أو القتال، فاختار هرمز القتال، ثم أرسل إلى كسرى يطلب المدد، فأمدّه كسرى بإمدادات كبيرة تحرك بها هرمز إلى كاظمة حيث كان يعسكر سيف الله وجيش المسلمين، وتأتى هنا عبقرية سيف الله حيث أقام مناورات مع جيش الفرس، فعندما وصل جيش الفرس إلى كاظمة كان قد تحرّك سيف الله بجيشة إلى الحفير، فقاموا جواسيس هرمز بإعلامه بذهاب المسلمين إلى حفير، فتحرك بجيشة مسرعاً إلى حفير وسبق المسلمين إلى حفير، فعاد سيف الله بالمسلمين إلى كاظمة من جديد، فعل سيف الله تلك المناورات لكي يستغل نقطة ضعف جيش الفرس وهي الدروع والأسلحة الثقيلة ما تجعل أي تحرك للجيش مُجهد لأفراده.
فعندما علم هرمز بذهاب المسلمين إلى كاظمة غضب من ذلك فقام المغرور بالتحرك إلى كاظمة من جديد وعسكر بالقرب من موارد الماء ليمنع الماء عن جيش المسلمين، ولكن ما فعلة هرمز زاد من حماس المسلمين حيث خطب سيف الله المسلول فى المسلمين قائلاً: أَلا انْزِلُوا وَحُطُّوا أَثْقَالَكُمْ، ثُمَّ جَالَدُوهُمْ عَلَى الْمَاءِ، فَلَعَمْرِي لَيَصِيرَنَّ الْمَاءُ لأَصْبَرِ الْفَرِيقَيْنِ، وَأَكْرَمِ الْجُنْدَيْنِ.
وقبل بدأ المعركة أمر هرمز رجاله بربط أنفسهم بالسلاسل حتي لا يفر أحد منهم من المعركة. ثم خرج هرمز من قلب جيشة يطلب المبارزة من خالد بن الوليد -رضى الله عنه-، واتفق مع بعض فرسانه أن يقفوا خلفة وأن يهجموا على خالد عندما يعطيهم الإشارة، ولم يعترض سيف الله على وجود بعض الفرسان خلف هرمز، وبدأت المبارزة وبدأ الفرسان آنذاك بتنفيذ مخططهم، فخرج القعقاع بن عمرو التميمي مسرعاً فى خالد بن الوليد وقاتلا هم الاثنين هرمز وفرسانه، واستطاعوا قتل هرمز وفرسانة مما أدي لاضطراب جيش الفرس فقد قُتل قائدهم ومن معه من خيرة الفرسان، واستغل المسلمين تلك اللحظة التى ارتبكت فيها قلوب العدو وتجمّدت دمائهم وقاموا بالهجوم عليهم وأوقعوا بهم هزيمة عظيمة وانتصر المسلمون فى تلك المعركة انتصارًا ساحقًا.
المصادر:
تاريخ الأمم والملوك للطبري.
فتوح البلدان للبلاذري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق