الجمعة، 5 مايو 2017

الحارث بن عباد و الجن



الحارث بن عباد..
 الرجل الشيخ الحكيم القوي، الذي  لقوته وحكمته لقب بالجن




الحارث بن عباد بن ضبيعة البكري (ت 50 ق.هـ / 570 م)، أبو منذر المعروف بلقب فارس النعامة،  من أهل الحجاز . أحد شعراء الطبقة الثانية. كان حاكما للعرب ، اعتزل حرب البسوس مع قومه وقبائل من بكر كيشكر وقيس وعجل، ثم شارك فيها بعد قتل المهلهل لابنه بجير فقتل امرئ القيس بن ابان التغلبى وجز ناصية أبى ليلية المهلهل في يوم تحلاق اللمم بين بكر وتغلب.







  • الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل  . شهد حرب البسوس  بين قوم بكر بن وائل وتغلب  بن وائل، وكان قد اعتزلها بقومه وأهل بيته ومن أطاعه من قبائل بكر حتى أسرف الهلهل في القتل وقتل ولده جبير فلما علم بذلك ثارت به الحمية ونادى في قومه للحرب،  وقال قصيدة طويلة تزيد عن مئة بيت وهذه بعض الأبيات من مطلع القصيدة:
قربا مربط النعامة منيلقحت حرب وائل عن حيال
فجمع الحارث بن عباد قومه وبكر بن وائل لمواجهة تغلب وفي يوم تحلاق اللمم أسر الحارث بن عباد المهلهل عدى بن ربيعه  وهو لا يعرفه فقال له: "دلني على عدي وأخلي عنك"، فقال له عدي: "عليك العهد بذلك إن دللتك عليه"، قال:  "نعم"، قال: "فأنا عدي"، فجز ناصيته وتركه وقال فيه:
لهف نفسي على عدي ولم أعرف عدياً إذ أمكنتني اليدان
وألى الحارث ألا يصالح بني تغلب حتى تكلمه الأرض، فلما كثرت وقائعه في تغلب ورأوا أنهم لا يستيطعون حربه حفروا سرباً تحت الأرض وأدخلوا فيه رجلاً وقالوا له: إذا مر بك الحارث فغن بهذا البيت:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضناحنانيك بعض الشر أهون من بعض
فلما مر الحارث به قال الرجل هذا البيت، فأمسك الحارث عن حربهم واصطلحت قبيلتا بكر وتغلب وانتهت حرب البسوس.

قصيدة الحارث بن عباد بعد قتل حفيده بجير:-


كُـلُّ شَـيءٍ مَصـيـرُهُ لِلـزَّوالِ 

غَيـرَ رَبِّـي وَصالِـحِ الأَعمـالِ 

وَتَـرَى النَّـاسَ يَنظُـرونَ جَميعـاً 
لَيسَ فيهِم لِـذاكَ بَعـضُ احتِيـالِ 
قُـل لأُمِّ الأَغَـرِّ تَبكِـي بُجَيـراً 
حيـلَ بَيـنَ الرِّجـالِ وَالأَمـوالِ 
وَلَعَمـري لأَبكِـيَـنَّ بُجَـيـراً 
مَا أَتَى المَـاءُ مِـن رُؤوسِ الجِبـالِ 
لَهفَ نَفسي عَلـى بُجَيـرٍ إِذا مَـا 
جالَتِ الخَيلُ يَومَ حَـربٍ عُضـالِ 
وَتَسَاقَـى الكُمـاةُ سُمّـاً نَفيعـاً 
وَبَدَا البِيضُ مِـن قِبـابِ الحِجـالِ 
وَسَعَت كُلُّ حُـرَّةِ الوَجـهِ تَدعُـو 
يَـا لِبَكـرٍ غَـرَّاءَ كَالتِّـمـثـالِ 
يَا بُجَيرَ الخَيـراتِ لاصلـحَ حَتَّـى 
نَملأَ البِيـدَ مِـن رُؤوسِ الرِّجـالِ 
وَتَقَـرَّ العُيـونُ بَـعـدَ بُكَـاهَـا 
حِينَ تَسقِي الدِّمَا صُـدُورَ العَوالِـي 
أَصبَحَت وائِلٌ تَعِـجُّ مِـنَ الحَـربِ 
عَـجـيـجَ الجِمـالِ بِالأَثـقَـالِ 
لَم أَكُـن مِـن جُناتِهـا عَلِـمَ اللهُ 
وَإِنِّـي لِحَـرِّهـا اليَـومَ صـالِ 
قَد تَجَنَّبـتُ وائِـلاً كَـي يُفيقـوا 
فَأَبَـت تَغلِـبٌ عَلَـيَّ اعتِـزالِـي 
وَأَشـابـوا ذُؤابَـتِـي ببُجَـيـرٍ 
قَتَـلـوهُ ظُلمـاً بِغَيـرِ قِـتـالِ 
قَتَـلـوهُ بِشِسـعِ نَعـلٍ كُلَيـبٍ 
إِنَّ قَتلَ الكَريـمِ بِالشِّسـعِ غـالِ 
يَا بَنِي تَغلِبَ خُـذوا الحِـذرَ إِنَّـا 
قَد شَرِبنَـا بِكَـأسِ مَـوتٍ زُلالِ 
يَـا بَنِـي تَغلِـبٍ قَتَلتُـم قَتِيـلاً 
مَا سَمِعنـا بِمِثلِـهِ فِـي الخَوالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لَقِحَت حَربُ وَائِـلٍ عَـن حِيـالِ
قَـرِّباهَـا في مُقَربَاتٍ عِجَالِ
عَابِسَاتٍ يَثبنَ وثبَ السَّعالي
لم أكُن مِن جُنَاتِها عَلِمَ اللَّهُ
 وإنِّي بِحرِّهَا اليَومَ صَالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لَيسَ قَولِـي يـرادُ لَكِـن فعالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
جَـدَّ نَـوحُ النِّسـاءِ بِالإِعـوالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
شَابَ رَأسِي وَأَنكَرَتنِـي القَوالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لِلـسُّـرَى وَالـغُـدُوِّ وَالآصَـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
طَالَ لَيلِـي عَلَى اللَّيالِـي الطِّـوالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لاِعتِـنـاقِ الأَبطَـالِ بِالأَبطَـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
وَاعـدِلا عَـن مَقالَـةِ الجُـهَّـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لَيسَ قَلبِـي عَـنِ القِتَـالِ بِسَـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
كُلَّما هَبَّ ريـحُ ذَيـلِ الشَّمـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لِبَـجَـيـرٍ مُفَـكِّـكِ الأَغـلالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لِكَـريـمٍ مُـتَـوَّجٍ بِالجَـمـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لا نَبيـعُ الرِّجـالَ بَيـعَ النِّعـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ النَّعـامَـةِ مِنِّـي 
لِبُجَيـرٍ فـداهُ عَمِّـي وَخَـالِـي 
قَـرِّباهَـا لِحَـيِّ تَغلِـبَ شوسـاً 
لاِعتِنـاقِ الكُمَـاةِ يَـومَ القِتَـالِ 
قَـرِّباهَـا وَقَرِّبـا لأمَتِـي دِرعـاً 
دِلاصـاً تَـرُدُّ حَـدَّ الـنِّـبـالِ 
قَـرِّباهَـا بِمُـرهَفـاتٍ حِـدادٍ 
لِقِـراعِ الأَبطَـالِ يَـومَ النِّـزالِ 
رُبَّ جَيشٍ لَقيتُـهُ يَمطُـرُ المَـوتَ 
عَلـى هَيكَـلٍ خَفيـفِ الجِـلالِ 
سَائِلـوا كِنـدَةَ الكِـرامَ وَبَكـراً 
وَاسأَلوا مَذحِجـاً وَحَـيِّ هِـلالِ 
إِذَا أَتَـونـا بِعَسكَـرٍ ذِي زُهـاءٍ 
مُكفَهِـرِّ الأَذَى شَديـدِ المَصَـالِ 
فَـقَـرَينـاهُ حِيـنَ رَامَ قِـرَانـا 
كُلَّ مَاضِي الذُّبابِ عَضبِ الصِّقَـالِ




فرد عليه الزير في قصيده الذي تشابه مع قصيد الحارث، وخاصة بيت يعد من أفصح الأبيات التي قالها العرب، ألا وهو:

 لم أكن من جناتها علم اللــه** وإن لحرها اليوم صال





هَل عَرَفتَ الغَـداةَ مِـن أَطـلالِ 
رَهـنِ ريـحٍ وَديْمَـةٍ مِهطـالِ 
يَستَبيـنُ الحَليـمُ فِيهـا رُسومـاً 
دارِسـاتٍ كَصَنعَـةِ العُـمَّـالِ 
قَد رَآها وَأَهلُـها أَهـلُ صِـدقٍ 
لا يُـريـدونَ نِـيَّـةَ الإِرتِحـالِ 
يا لَقَـومـي لِلَـوعَـةِ البَلبـالِ 
وَلِقَـتـلِ الكُمـاةِ وَالأَبـطـالِ 
وَلِعَيـنٍ تَبـادَرَ الـدَّمـعُ مِنهَـا 
لِكُلَيـبٍ إِذ فاقَهـا بِانْهِـمـالِ 
لِكُلَيـبٍ إِذ الـرِّيـاحُ عَلَـيـهِ 
ناسِفـاتُ التُّـرابِ بِـالأَذيـالِ 
إِنَّنِـي زائِـرٌ جُمـوعـاً لِبَكـرٍ 
بَيهَهُـم حـارِثٌ يُريـدُ نِضالِـي
قَد شَفَيتُ الغَليـلَ مِن آلِ بَكـرٍ 
آلِ شَيبـانَ بَيـنَ عَـمٍّ وَخـالِ 
كَيفَ صَبري وَقَد قَتَلتُـم كُلَيبـاً 
وَشَقيتُـم بِقَتلِـهِ فِـي الخَوالِـي 
فَلَعَمـرِي لأَقـتُـلَـن بِكُلَيـبٍ 
كُلَّ قَيلٍ يُسمَـى مِـنَ الأَقيـالِ 
وَلَعَمري لَقَد وَطِئتُ بَنِـي بَكـرٍ 
بِمـا قَـد جَنَـوهُ وَطءَ النِّعـالِ 
لَـم أَدَع غَيـرَ أَكلُـبٍ وَنِسـاءٍ
وَإِمـاءٍ حَـواطِـبٍ وَعِـيـالِ 
فَاشرَبـوا مـا وَرَدتُّـمُ الآنَ مِنَّـا 
وَاصدِروا خاسِرينَ عَن شَرِّ حَـالِ 
زَعَمَ القَـومُ أَنَّنـا جـارُ سـوءٍ 
كَذَبَ القَومُ عِندَنـا فِـي المَقـالِ 
لَم يَرَ النَّـاسُ مِثلَنـا يَـومَ سِرنـا 
نَسلُبُ المُـلكَ بِالرِّمـاحِ الطِّـوالِ 
يَومَ سِرنـا إِلَـى قَبائِـلَ عَـوفٍ 
بِجُمـوعٍ زُهـاؤوهـا كَالجِبـالِ 
بَينَهُم مـالِكٌ وَعَمـرٌو وَعَـوفٌ 
وَعُقَيـلٌ وَصالِـحُ بـنُ هِـلالِ 
لَم يَقُم سَيـفُ حـارِثٍ بِقِتـالٍ 
أَسلَـمَ الوالِـداتِ فِـي الأَثقـالِ 
صَـدَقَ الجَـارُ إِنَّنـا قَـد قَتَلنـا 
بِقِبـالِ النِّعـالِ رَهـطَ الرِّجـالِ 
لا تَمَـلَّ القِتـالَ يَا ابـنَ عَبـادٍ 
صَبِّرِ النَّفـسَ إِنَّنِـي غَيـرُ سَـالِ 
يا خَليلَـيَّ قَـرِّبـا اليَـومَ مِنِّـي 
كُـلَّ وَردٍ وَأَدهَــمٍ صَـهَّـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
لِكُلَيـب الَّـذِي أَشَـابَ قَذالِـي 
قـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
وَاسأَلانِـي وَلا تُطيـلا سُؤَالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
سَوفَ تَبدو لَنـا ذَواتُ الحِجـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
إِنَّ قَـولِـي مُطـابِـقٌ لِفِعالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
لِكُلَيـبٍ فَـداهُ عَمِّـي وَخالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
لاِعتِنـاقِ الكُمَـاةِ وَالأَبـطـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
سَوفَ أُصلِـي نِيـرانَ آلِ بِـلالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
إِن تَلاقَـت رِجالُهُـم وَرِجالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
طَالَ لَيلِـي وَأَقصَـرَت عُذَّالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
يَا لَبَكرٍ وَأَيـنَ مِنكُـم وِصَالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
لِنـضَـالٍ إِذَا أَرَادُوا نِضَـالِـي 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
لِقَتيـلٍ سَفَتـهُ ريـحُ الشَّمـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
مَـعَ رُمـحٍ مُثَـقَّـفٍ عَسَّـالِ 
قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي 
قَـرِّبـاهُ وَقَـرِّبـا سِربَـالِـي 
ثُمَّ قُـولاَ لِكُـلِّ كَهـلٍ وَنـاشٍ 
مِن بَنِي بَكـرٍ جَـرِّدُوا لِلقِتـالِ 
قَـد مَلَكناكُـمُ فَكونـوا عَبيـداً 
مَا لَكُم عَن مِلاكِنا مِـن مَجَـالِ 
وَخُذوا حِذرَكُم وَشُدّوا وَجِـدُّوا 
وَاصبِـرُوا لِلنِّـزالِ بَعـدَ النِّـزالِ 
فَلَقَد أَصبَحَـت جَمائِـعُ بَكـرٍ 
مثلَ عَادٍ إِذ مُزِّقَت فِـي الرِّمَـالِ 
يَا كُلَيبـاً أَجِـب لِـدعـوَةِ دَاعٍ 
موجَـعِ القَلـبِ دائِـمِ البَلبَـالِ 
فَلَقَد كُنتَ غَيـرَ نِكـسٍ لَـدَى 
البَـأسِ وَلا واهِـنٍ وَلا مِكسَـالِ 
قَد ذَبَحنَا الأَطفالَ مِـن آلِ بَكـرٍ 
وَقَهَـرنَـا كُماتَهُـم بِالنِّضـالِ 
وَكَرَّرنَـا عَلَيهِـمِ وَانثَنَـيـنـا 
بِسُيـوفٍ تَقُـدُّ فِـي الأَوصَـالِ 
أَسلَموا كُلَّ ذَاتِ بَعـلٍ وَأُخـرَى 
ذَاتَ خِدرٍ غَـرَّاءَ مِثـلَ الهِـلالِ 
يَا لَبَكـرٍ فَأَوعِـدوا مَـا أَرَدتُّـم 
وَاستَطَعتُم فَمَـا لِـذَا مِـن زَوَالِ






فلما حان يوم خزازا أي يوم العزاء يوم الحرب، ركب الحارث على ظهر الناقة وحمل معه الصافح الردينيي الطويل واتجها للحرب، بعد أن أنهك الزير ورجاله طيلة اليوم يلهيهم رجال بني بكر حتى يحكموا المكيدة التي أعدها له ولرجاله، وكانت تلك آخر معركة خاضها الزير فخسر فيها إذ أسقطه الحارث الرجل الشيخ الحكيم القوي، الذي  لقوته وحكمته لقب بالجن
من على ظهر المشهر الجون الوقاح الذي أهذاه له قائد الشعراء امرء القيس بن حجر 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لا نبيع الرجـال بيـع النعـال

القصيدة المشهورة للحارث بعد مقتل ابنه بجير على يد المهلهل : قربا مربط النعامة مني رددها أكثر من عشرين مرة وقال ابن بدرون: أكثر من خمسين مرة....

بحث هذه المدونة الإلكترونية