مررنا كثيرا على أبيات الشعراء الاوائل, فكم أبحرو في الشعر وكانت العبارات لهم جدوف
حقاً هكذا كانوا, ومن أعلامهم واشهرهم كان "أبو ليلى المهلهل الزير سالم" حقيقتاً قرأنا له الكثير والكثير
لكن نتوقف قليلا عند أخر ما قاله من شعر حقاً شيئا يبهر العقول كيف كانو هؤلاء يمكلون من الفصاحة والذكاء والمكر والدهاء
فلموته قصة عجيبة, فعندما كبر وإنحنى ظهرة وشاب رأسه كان يجول بين البلاد متعباً مرهقاً
أرهقتهُ الحروب والدماء وكان يقوم على خدمته عبدين مملوكين لعائلته
فملا هذين العبدين منه وأتفقا على قتله ليستريحا منه ويعودون إلي ديارهم ويقولان انه مات
وقد قمنا بدفنه في الصحراء ولم نقدر على حمل جثته وعزمو امرهم
فأحس المهلهل بمكرهم وقال لهم: أعلم أنكما تهمان بقتلي لكن لي عندكم وصية تحملوها لاهلي
فقالا له ما هي: قال بيت من الشعر فقالا: قل, فقال:
من يبلغ الحيين أن مهلهلاً.... لله دركما ودر ابيكما
وأوصاهم بأن تكون ضرباتهم قوية حتي لا يتعذب وهو يموت
فقتلاه وذهبا لعشيرته ولابنته فأخبرو القوم بمكرهم بأنه قد مات ودفناه في الصحراء
فقالت لهم: ألم يترك وصية
فقالا: ترك
فقالت ماذا ترك:
قالا: بيت من الشعر
من يبلغ الحيين أن مهلهلاً .... لله دركما ودر ابيكما
فتفكرت فيه فوجدت في البيت معنى غير واضح
ثم قالت: البيت لا يستقيم هكذا إنما أراد مهلهل أن يقول:
من يبلغ الحيين أن مهلهلاً ...... أضحى قتيلاً في الفلاة مجدلا
لله دركما ودر أبيكمــا .....لا يبرح العبدان حتى يقتـلا
فأمسكو بالعبدين وقتلوهما
وهكذا ثأر لنفسه بعد موته
وهكذا كانت فصاحة العرب و ذكائهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق