- هديت لك هديه يامهلهل عشر أبيات تفهمها الذكاه
- أول بيت أقوله أستغفرالله أله العرش لايعبد سواه
- وثاني بيت أقول الملك لله بسط الآرض ورفع السماء
- وثالث بيت وصي باليتامى واحفظ العهد ولاتنسى سواه
- ورابع بيت أقول الله أكبر على الغدار لاتنسى أذاه
- وخامس بيت جساس غدرني شوف الجرح يعطيك النباه
- وسادس بيت قلت الزير أخي شديد البأس قهار العداه
- وسابع بيت سالم كون رجال لآخذ الثار لاتعطي وناه
- وثامن بيت بالك لاتخلي لاشيخ كبير ولافتاه
- وتاسع بيت بالك لاتصلح وأن صالحت شكوت للاله
- وعاشربيت أن خالفت قولي فأنا وياك إلى قاضي القضاه
ولما انتهى كليب من كلامه التفت إلى العبد وقال له افعل الان ما تريد فقال والله ياأمير ما تستحق الا كل خير وان يدي لاتطاوعني على ذبحك قال اذبحني لانني في ألم شديد وعن قريب تأتي أخوتي وباقي الرجال والحريم فعند ذلك اخرج العبد السكين وانحنى عليه وذبحه من الوريد إلى الوريد ولوث المنديل بدمه ورجع إلى عند سيدته فأعلمها بقتل كليب وأراها دمه ففرحت فرحا شديدا وصبرت إلى الليل ثم حملت وسافرت بمن معها من تلك القبيله سرا حتى لايعلم بها أحد وقالت لقد أخذت الان ثأري وطفيت لهيب ناري هذا ماكان منها واما جساس فانه لما رمى كليب وولى هارب سار حتى وصل إلى قومه وهو في خوف عظيم أصفر اللون متغير الكون فقال أبوه مرة اين كنت قال كنت في البريه فالتقيت بابن عمي كليب فقتلته وزال همي وغمي فلما سمع مرة هذا الخبر تبدل صفو عيشه بالكدر وقبض على جساس من ذراعه كا يخرج روحه من بين جنبيه وقال ياعديم الزمان ويا أخبث الانام اتقتل ابن عمك وهو من لحمك ودمك لاجل ناقه حقيرة وصاحبتها سائله فقيرة فماذا تقول العرب يا غدار اذا سمعت عنك هذه الاخبار فقد اجلبت علينا الاذى والضرر وفضحتنا بين البشر ومازال يوبخه ويلطمه من خلف وقدام حتى جاءت أخوته اليه وخلصوه من بين يديه وهم يعنفوه ويسبوه ويشتموه ماعدا الامير همام فانه كان عند الزير في تلك الايام يتنادمان ويشربان المدام على بير السباع كما تقدم الكلام وليس عندهما خبر بهذه الامور والاحكام ثم التفت مرة على أولاده وقال لهم لقد حلت بنا المصائب من كل جانب فما الذي عاد يخلصنا من الزير ليث الوادي وقهار الاعادي فوالله ليقطع آثارنا ويعجل في دمارنا ثم أنه بعد هذا الكلام أشار يقول :
- يقول أمير مرة من قصيد بأن العار مايمحوه ماح
- جنيت اليوم يا جساس حربا علينا في المسا والصباح
- وقدت النار في بكر وتغلب يعم لهيبها كل النواحي
- أيا جساس تقتل ابن عمك كليب البرمكي ليث البطاح
- أمير ما كان له مثيلا شديد البأس في يوم الكفاح
- ايا جساس من قتل ابن عمه يبيت الليل يسهر للصباح
- فسوف ترى بما جرى بنا اذا برز المهلهل للكفاح
- فيسلب مالنا قهرا وغصبا بأطراف العوالي والصفاح
( قال الراوي ) فلما فرغ من هذا النشيد أجابه جساس بهذا القصيد وعمر السامعين يطول :
- تأهل مثل أهبه ذي الكفاح فان الامر زاد عن التلاحي
- فأني ان جلبت عليك حربا فاني ليث حرب في الكفاح
- فكيف عن الملام فلست أخشى بيوم الحرب من طعن الرماح
- وأني حين تنشر العوالي أعيد الرمح في أثر الجراح
- تعدت تغلب ظلم علينا بلا ذنب يعد ولاجناح
- ومالي همه ايدا قصد سوى قتل العدى يوم الكفاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق